كما خبرنا الخليل بن أحمد في كتاب العين وهو أول قاموس للعربية، "الجُزاف في الشِّراء والبيع دخيل، وهو بالحدس بلا كيل ولا وزن، تقول: بعتُه واشتَرَيتُه بالجُزافةِ والجُزافِ". وما يباع بغير كيل ولا وزن أي بغير حساب فيجب أن يكون بالكثرة. واستبدال الجيم بالزين شيء عادٍ بقرب حرف الزاي، كما يقول البعض "ززّار" بدل "جزّار"، أو "زوز" بدل "زوج". فأصل "بزّاف" هو "بالجزاف" أي بلا كيل. وذكرها الشافعي مثلا حين قال "النهي عن المزابنة وهي كل بيع كان من صنف واحد من الطعام بيع منه كيل معلوم بجزاف" أي أن تبيع كيلا معلوما مقابل كمية كيلها غير معروف.
رغم قدم الكلمة في العربية يذكر الخليل بن أحمد أنها دخيلة، ويبدو أن أصلها فارسي، فبالفارسية الحديثة يقال گزاف،أي باهظ، غالي. ودخلت نفس الكلمة إلى السريانية على شكل "گزافا" (ܓܙܦܐ).
للإشارة فإن الكلمة الإيطالية "a bizzeffe" ومعناه بالكثرة أصلها كلمة بزّاف الجزائرية.
وأما برشة - وهي الكلمة المقابلة التونسية - فيبدو أن أصلها عربي وليس تركي كما زعم البعض. فيذكر بن سيده أن أرضا برشاء كثيرة النبت مختلف ألوانها وذكر بن منظور نفس المعنى وأضاف أنها أيضا جماعة من الناس. ونجد برشاء عند الخليل بن أحمد بمعنى لون مختلط بنقط، ولعله المعنى الأقدم للكلمة. فانتقلت مع القرون من "متعددة الألوان" إلى "متعددة" فحسب، ومن ثم إلى كثيرة.
في بعض المناطق يقال ياسر، وهو من اليسر. ونجد في لسان العرب: "واليَسَرُ والياسِرُ من الغنى والسَّعَة".
أحيانا يقال بنفس المعنى خير الله أو خير ربي، والأصل واضح. والأولى تقصر في القبائلية في بعض المناطق فتصبح خيلاّ xiḷḷa.
أما الكلمة القبائلية العادية أطاس aṭas فلا أعرف أصلها بالتحديد، لأنها لا تشبه الكلمة المستعملة في أكثر الأمازيغية وهي ڤّوت ggut أو مثل ذلك. فإذا كان للقارئ فكرة عن أصلها فاليخبرنا بذلك!
هناك 14 تعليقًا:
كلمة «أطّاس» هي نفسها المستعملة في منطقة الناظور الريفية.
شكرا لك لهذه التوضيحات حول كلمات في الدارجة الجزائرية والتي تبدو فاقدة الأصل
فقد اكتشفت أصل "بزّاف" من قبل أستاذ سوري كان زميلي في ثانوية بتلمسان. لما سمعني أقول 'بزّاف' علّق وقال أصلها ففوجئت لما أخبرني بالعبارة العربية 'بالجزاف' أو 'بجزاف كما تفضلت. فبارك الله فيك...
عبارة أخرى جزائرية لفتت انتباهي منذ حين وهي كثيرة التداول: 'ازقيلو' تُنطق [ezguilou'] أو [zegguilou] وتبدو غريبة عن العربية الفصحى، إلا أنني وجدت أصل الكلمة في القاموس وهي من الفعل 'زقا' بمعنى 'صاح' فيُقال 'زقا الصبيّ' وهنا تعني 'صاح بالبكاء' والزقية هي الصيحة.. فكل ما
...فكل ما في النطق االجزائري أن القاف في هذه الكلمة عُوّضت بالجيم المصرية.
أما عن 'أخو أحمد' فيُقال في غرب الجزائر (تلمسان) 'خاه تع حْمد' أو عند النساء خاصة 'خاه دّي حْمد'...
شكرا على التعليقات! أكيد أني لست أول من علم أن بزاف من بالجزاف أو بجزاف، فالعلاقة واضح.
نقول "ازڤيلو" في دلس في الوسط أيضا.
"خاه دّي حمد"؟ هل يقال أيضا مثلا "يماه دّي صاحبي"؟
أسلاما نوىن. لا أضن أن أصل ً بزاف ً عربية. لأن إمازيغن هم أول من وصلوا إلى البقاع الأجنبية منذ الزمن الغابر، سواء إلى إيبيريا، إفريقيا، بلاد الهنود أو ما يسمى لاحقا أمريكا، مصر، الشام..الخ.
أسلاما نوىن. لا أضن أن أصل ً بزاف ً عربية. لأن إمازيغن هم أول من وصلوا إلى البقاع الأجنبية منذ الزمن الغابر، سواء إلى إيبيريا، إفريقيا، بلاد الهنود أو ما يسمى لاحقا أمريكا، مصر، الشام..الخ.
توجد أيضا بالشرق الجزائري كلمة متداولة تحمل نفس المعنى وهي (بـزايد )
thank you
اخبار السيارات
عندما اعود للهجة المغربية اجدها اقرب للعربية من لغة ال سعود رغم الثاتير الفرنسي عليها الا انها في البوادي مازال طابع اللهجة الهلالية حاضراا بقوة
كفاكم تخريفا الأصل واضح انو عربي اللهجات الدارجة تعنا أصلها عربي و ليكون في علمكم انو العرب في المغرب العربي من عهد مملكة سبأ اللتي توسعت شمالا بلاد الشام و غربا شمال افريقيا ثم الفينيقيين لهجتكم اصلا مزيج من لغات و نصفها عربي مصرف بطريقة غريبة
بركاو نتوما من التخريف يا مستعمرين!! بني هلال محتلين لاراضي الامازيغي حللو لانفسهم ما حرمو علا غيرهم
ومكانلاه تقول جبنا الرسالة لان بني هلال احتلو شمال افريقيا بعد انتشار الاسلام بعدة قرون
في منطقة الغرب شلف كانت تستعمل كلمة قوي ولكن قل استعمالها
اصل الكلمة إيطالية
إرسال تعليق