21‏/7‏/2013

زنزلة توريلنا قاعدة صوتية

لماذا نقول "زنزلة" علمًا أن الأصل "زلزلة"؟

قارن الكلمات التالية الدارجة بأصولها الفصيحة:

  • سنسلة - سلسلة
  • صنصال - صلصال
  • جنجلان - جلجلان (سمسم)
نلاحظ أن هناك قاعدة: حيث تلتقي اللام باللام في كلمة واحدة، تصبح اللام الأولى نونا. لكن نجد أيضا:
  • فلفل - فلفل
  • حلحال (من أنواع الأعشاب الطبية)
  • بلبال (من أنواع الشجر في الصحراء)
  • ليل - ليل
بدلا أن نترك القاعدة، يمكن أن نحاول تصحيحها بإضافة شرط: أن الحرف الذي بينه اللامين ينتمي إلى الأصوات الصفيرية، وهي الأصوات المتشابهة س، ش، ص، والجيم إذا تنطق مثل j الفرنسية. الآن نلاحظ المفردات التالية:
  • بادنجال - باذنجان
  • فنجال - فنجان
  • فنيان - fainéant (كسول)
تسمحنا هذه المعطيات الإضافية أن نوسع القاعدة: ليس فقط إذا التقى لامان، بل حتّى إذا التقى نونان في نفس الظروف. ففي الأخير نقترح القاعدة الصوتية التالية:

بالدارجة، إذا التقى لامان أو نونان في كلمة واحدة وبينهما حرف صفيري، تصبح الأولى ن والثاني ل.

ولعل بعض اللهجات حافظت على الأصل، ولكن حيث وجدنا الصيغة المغيرة، وجدناها اتبعت هذه القاعدة.

10‏/7‏/2013

المعدنوس

يكثر استعمال "المعدنوس" (البقدونس) في أطباق هذا الشهر الكريم. لكن من أين هذه الكلمة التي لا يبدو شكلها عربي ولا تشبه الفرنسية والإنجليزية؟

أولا، إعلم أن كلمة "بقدونس" ليست فصحى أصلية وإنما هي تحريف انتشر في لهجات المشرق. فإذا بحثنا عنها في مكتبة الوراق لن نجدها إلا في أربعة كتب وأقدمها من القرن الرابع عشر. والكلمة الفصيحة الأصلية هي "مقدونس"، وهذا ما نجده في عشرة كتب بنفس الموقع، منها كتاب القانون في الطب لابن سينا في القرن الحادي عشر، حيث يصف دواءا لضعف المعدة وسوء الهضم قائلا: "...نعناع ثلاثة دراهم، مقدونس درهم ونصف، ورد أربعة دراهم..." وكما أصبحت "بقدونس" في بلدان المشرق، أصبحت "معدنوس" في بلدان المغرب .

وأما أصل كلمة "مقدونس" ليس من العربية، كما هو ظاهر من شكلها. ونجد أصلها في اليونانية من كلمة Μακεδόνες (مَكِدُونِس) ومعناه حرفيا "المقدونيون". وذلك لأن البقدونس كان ينبت كثيرا في بلاد مقدونيا شمال اليونان، كما ذكر عالم النباتات اليوناني ديسقوريدوس في القرن الأول بعد الميلاد حيث قال "πετροσέλινον... φύεται έν Μακεδονία έν ἀπόκρημνοις τόποις" (البقدونس ينبت في مقدونيا في المنحدرات).

ومن نفس الأصل اسم هذا النبات بالتركية وهو maydanoz. واشتهرت مقدونيا في وقت العثمانيين باختلاط الأجناس والشعوب من كل أنحاء الإمبراطورية العثمانية، ولذلك سمّى الفرنسيون مجازا سلطة مختلطة باسم macédoine.

2‏/7‏/2013

الهدور والتزواق في كليلة ودمنة

حين جلست أمس لأقرأ كتاب "كليلة ودمنة" لابن المقفع، لم أكن أتمنى أن أجد شيئا ينفعني في فهم أصول المفردات الدارجة، فالكاتب إيراني عاش في القرن الثاني الهجري. لكني فوجئت لما وجدت بين مفرداته العتيقة وعباراته الغريبة الجملة التالية: "والسكوت عند الملوك أحسن من الهَذَرِ الذي لا يُرجع منه إلى نفع." والهدور عندنا الكلام، لكن هذه الكلمة لم تكن أصلا لتعم على كل الكلام وإنما تعني كما جاء في لسان العرب "الكلام الذي لا يُعْبَأُ به" أي الذي بدون أهمية، وإذا هذر كلامُه "كثر في الخطإِ والباطل". ورغم تعميم المعنى فلا نزال نقول بالدارجة "راك تهدر برك"، بمعناه الأصلي.

يؤكد الكاتب أن كتابه فيه حكمة كبيرة لا يفهمها التائه فيقول: "وقد ينبغي للناظر في كتابنا هذا أن لا يجعل غايته التصفح لتزاويقه". ويخبرنا المحقق أن التزاويق هي النقوش والصور التي كانوا يزينون بها هذا الكتاب. وهي نفس كلمة "التزواق" المعروفة عندنا. ونجد تفسير أصلها في لسان العرب: "أهل المدينة يسمون الزِّئْبَق الزَّاووق، ويدخل الزِّئبَق في التصاوير، ولذلك قالوا لكل مُزَيَّنٍ مُزَوَّق". وزئبق وزاووق من كلمة "زِيوَگ" بالفارسية القديمة.

يقول أهل الصحراء الجرائري "زين" (طيب) و"شين" (سيّء). وأصل "زين" واضح لكل قارئ، ولكن ما كنت أتوقع أن أقرأ في كتاب كليلة ودمنة: "بصّرته ما فيه من الضرر والشيْن وما في تركه من النفع والزيْن".

كما أننا نجد في نفس الكتاب أصل كلمة "بزّاف" المذكورة سابقا: "كان له ملء بيت من الصندل فقال: إن بعته موزونا طال عليّ، فباعه جُزافا بأخسّ الأثمان."

23‏/6‏/2013

تسجيل بالدارجة من 1900

جدود جدودنا كيفاش كانو يهدرو؟ صبت واحد اللقطة تعطيك فكرة: تسجيل بالدارجة داروه في 1900 لواحد المعرض في پاري. قالو باللي اللي راهي تهدر من ولاد نايل، بصّح كي تسمعها باين باللي ماشي الهدرة تاع ذيك الجيهة - تهدر بالقاف... بصّح واعر شوية باش تسمع واش راهي تقول على جال التسجيل راه يغصب. تبدا "واحد المرا خلاّت وليدها. حين خلاّتو قالت..."

كاين حاجة برك فيها اللي يبيّن لك باللي ماشي تاع ضرك: ما دخّلت حتّى كلمة تاع رومية. إيه، كانو جدودنا لي عايشين تحت الاحتلال يهدرو قلّ بالفرنسية من ولاد ولادهم لي زادو مور الاستقلال - حوّس تفهم...

عندهم ثاني تسجيل قبايلي من نفس الوقت، من الاربعا ناث إراثن: "ماشاهو غف ييون ذي زمان أمزوارو يزنزا لاتاي ذي الزّناق..."

مالقيتش تسجيلات تاع الدارجة وَلا تاع القبايلية قدم على هاذ الزوج، وما نعرف إيلا كاينين. خاطر المسجّل اخترعوه في 1877 برك، صافي قبل 33 سنة من ذاك الوقت.

22‏/6‏/2013

الڤرجومة والقشابية

وجدت مؤخرا أن المكتبة الرقمية المغربية توفر جريدة هسبيريس، والتي فيها ثلاث مقالات مهمة للباحث جورج كولان حول أصول بعض المفردات الدارجة والأمازيغية (في جرائد 1926، 1927، 1930)، تركز خاصة على المفردات ذات أصل روماني أو لاتيني. أكثر هذه المفردات محدودة جدا في الاستعمال ولم أسمعها أبدا، ولكن بعضها مفيدة. ومن أهمها:

"ڤرجومة" أو "ڤُرزي" تعني الحلق (وفي الأمازيغية الشنوية قرب تيبازة تسمى"أيرزي"). في رأي كولان هي من الكلمة اللاتينية gurges التي هي أصل gorge بالفرنسية وgorgia بالإيطالية. لكن gurges باللاتينية الفصيحة لم تعنِ الحلق مباشرة، وإنما تعني دردور الماء أو الهاوية. ويعتبر أنها أصبحت تعني الحلق تشبيها لحلق الإنسان الجوعان بدردور الماء الذي يبتلع كل ما سقط فيه.

القشّابة أو القشّابية التي هي لباس من الصوف، يقول كولان أنها من الكلمة اللاتينية gausapa التي تعني لباسا مغطى بالشعر من جهة. وأخذت اللاتينية كلمة gausapa من لغة أخرى، لعلها من اليونانية القديمة، من γαυσάπης (ڤاوساپيس) بنفس المعنى. ولو لا القاف في كلمة قشابية لاقترحت أنها من أصل أمازيغي (أقشّاب)، ولكن القاف بدون التشديد نادرة جدا في المفردات الأمازيغية الأصيلة.

12‏/3‏/2013

بزاف، برشة، ياسر، خير الله

بزٌاف، أي كثير، كلمة جزائرية ومغربية "بزاف"، تظهر أبعد ما يكون عن الفصحى. لكن أصلها موجود في العربية منذ أكثر من ألف سنة، في المشرق والمغرب.

كما خبرنا الخليل بن أحمد في كتاب العين وهو أول قاموس للعربية، "الجُزاف في الشِّراء والبيع دخيل، وهو بالحدس بلا كيل ولا وزن، تقول: بعتُه واشتَرَيتُه بالجُزافةِ والجُزافِ". وما يباع بغير كيل ولا وزن أي بغير حساب فيجب أن يكون بالكثرة. واستبدال الجيم بالزين شيء عادٍ بقرب حرف الزاي، كما يقول البعض "ززّار" بدل "جزّار"، أو "زوز" بدل "زوج". فأصل "بزّاف" هو "بالجزاف" أي بلا كيل. وذكرها الشافعي مثلا حين قال "النهي عن المزابنة وهي كل بيع كان من صنف واحد من الطعام بيع منه كيل معلوم بجزاف" أي أن تبيع كيلا معلوما مقابل كمية كيلها غير معروف.

رغم قدم الكلمة في العربية يذكر الخليل بن أحمد أنها دخيلة، ويبدو أن أصلها فارسي، فبالفارسية الحديثة يقال گزاف،أي باهظ، غالي. ودخلت نفس الكلمة إلى السريانية على شكل "گزافا" (ܓܙܦܐ).

للإشارة فإن الكلمة الإيطالية "a bizzeffe" ومعناه بالكثرة أصلها كلمة بزّاف الجزائرية.

وأما برشة - وهي الكلمة المقابلة التونسية - فيبدو أن أصلها عربي وليس تركي كما زعم البعض. فيذكر بن سيده أن أرضا برشاء كثيرة النبت مختلف ألوانها وذكر بن منظور نفس المعنى وأضاف أنها أيضا جماعة من الناس. ونجد برشاء عند الخليل بن أحمد بمعنى لون مختلط بنقط، ولعله المعنى الأقدم للكلمة. فانتقلت مع القرون من "متعددة الألوان" إلى "متعددة" فحسب، ومن ثم إلى كثيرة.

في بعض المناطق يقال ياسر، وهو من اليسر. ونجد في لسان العرب: "واليَسَرُ والياسِرُ من الغنى والسَّعَة".

أحيانا يقال بنفس المعنى خير الله أو خير ربي، والأصل واضح. والأولى تقصر في القبائلية في بعض المناطق فتصبح خيلاّ xiḷḷa.

أما الكلمة القبائلية العادية أطاس aṭas فلا أعرف أصلها بالتحديد، لأنها لا تشبه الكلمة المستعملة في أكثر الأمازيغية وهي ڤّوت ggut أو مثل ذلك. فإذا كان للقارئ فكرة عن أصلها فاليخبرنا بذلك!

9‏/3‏/2013

Yennayer

Une petite polémique s'est faite sur NessNews (Envoyés Spéciaux Algériens) qui concerne, entre autres, l'étymologie : est-ce que Yennayer est berbère ?

Mustapha Benamara dit non, parce que "Le nom du mois de janvier provient du dieu Janus, le dieu aux deux visages regardant dans des directions opposées symbolisant la connaissance du passé et celle de l’avenir" (dans la mythologie romaine). Mourad Berdaoui répond que si, parce que "Plusieurs régions berbères disent YEN ou YIWEN et AYER veut dire la LUNE ou MOIS, les kabyles l'appellent AGOUR et les chaouis AYOUR. Le tout veut dire le PREMIER MOIS."

Evidemment, en ce qui concerne l'origine du mot c'est Benamara qui a raison. Le mot latin ianuarius "janvier" est attesté depuis deux mille ans (on peut le lire partiellement déjà aux Fastes d'Antium, faits avant l'Empire). Le poète Ovide l'associe déjà avec le dieu Ianus (Janus):

"Germanicus, voici qu'il vient t'annoncer une année heureuse
Janus, le premier dieu présent dans mon poème.
"
Pour soutenir l'origine berbère que cite Berdaoui, il faudrait non pas seulement expliquer pourquoi les Romains, agriculteurs depuis toujours, auraient pris leur calendrier agricole tardivement des Berbères qu'ils ont conquis ; et pourquoi la forme latine est "ianuarius" au lieu de l'attendue "ianuiurus" ou quelque chose comme ça ; et pourquoi ce serait le seul mois du calendrier berbère dont le nom ne serait pas d'origine latine ; mais aussi pourquoi tous les Berbères utilisent toujours une forme plus proche au latin que ce n'est à l'origine berbère proposée, alors que "yan" pour "un" ne se trouve qu'au Maroc. Même ce prétendu mot "AYER" n'éxiste pas ; dans toutes les langues berbères ce mot contient la voyelle ou. Ce n'est pas une nouvelle découverte, comme dirait Berdaoui, que Yennayer dérive de Ianuarius ; on trouve cette étymologie dans tous les articles sérieux depuis longtemps, dont un bon article de Plantade disponible à Tamazgha.fr.

Mais en ce qui concerne la culture, la logique de Benamara est beaucoup moins solide : le fait que le calendrier berbère est d'origine latine serait une preuve que "yennayer n’est pas plus berbère qu’il n’est … zoulou !" Selon ce critère, il faudrait également dire que le bourek et le tchektchouka ne sont pas algériens, ayant été empruntés aux turcs beaucoup plus tard ; ou encore que l'alphabet arabe n'est pas arabe, vu son origine araméenne. Mais ces conclusions seraient absurdes. Toutes les cultures du monde sont mélangées, et si on écarte tout ce qui est d'origine étrangère, on se trouvera presque dénué, soit-on berbère ou arabe ou français ou même japonais. Deux mille ans de célébrations berbères suffisent pour rendre Yennayer très berbère, quoique soit son origine lointaine.

Et ajoutons que, dans les régions où les arabophones le célèbrent toujours, on peut même dire sans paradoxe qu'il est devenu arabe. Le mot Yennayer ou Nnayer est bien connu en arabe, non seulement en l'Algérie d'aujourd'hui mais déjà en Andalousie depuis des siècles ; on peut le trouver dans le livre al-Iqd al-Farid d'Ibn Abd Rabbih, mort 860 AD, qui a donné à ses lecteurs des conseils diététiques pour chacun des 12 mois solaires :

في شهر يناير تشرب شراباً شديدياً كل غداة. وفي شهر فبرير لا تأكل السلق. وفي مارس لا تأكل الحلواء كلها وتشرب الأفسنتين في الحلاوة. وفي أبريل لا تأكل شيئاً من الأصول التي تنبت في الأرض ولا الفجل. وفي مايه لا تأكل رأس شيء من الحيوان. وفي يونيه تشرب الماء البارد بعد ما تطبخه وتبرده، على الريق. وفي يوليه تجنب الوطء. وفي أغشت لا تأكل الحيتان. وفي سبتمبر تشرب اللبن البقري. وفي أكتوبر لا تأكل الكراث نيئاً ولا مطبوخاً. وفي نبنبر لا تدخل الحمام. وفي دجنبر لا تأكل الأرنب.