15‏/12‏/2013

واقيلا، منوالا، عام دقيوس

الكثرة تاع الكلمات في الدارجة الدزيرية موروثة من العربية الفصحى شفويا بلا ما تجوز على الكتوب والمدارس، بصح كاين شوية كلمات وعبارات اللي دخّلوهم في الدارجة القاريين نتاع بكري لي كانو يقراو بزّاف الكتب الدينية، وهاذ الكلمات ماشي دايماً باينين. الكلمات اللي دخلو شفويا ديريكْت تلقى فيهم الحركات قريب كاملين راحوا: "وَقَالَ" مثلا ولاّت "أُوقالْ". والكلمات اللي دخّلوهم القاريين تلقا فيهم الحركات مازالهم، كيما نقولو "الحَديث"، مانقولوش "لَحْدِيثْ".

واحد من الكلمات اللي تمثّل هاذ الظاهزة هي "واقيلا" من "وَقِيلَ". هاذي الجملة تلقاها بزّاف في كتب الفقه والحديث بمعنى يدل على الشك، مثلاً في كتاب الإتقان في علوم القرآن للسيوطي: "سورة التغابن قيل مدنية، وقيل مكية إلا آخرها.". والناس العاديين يسمعو الكلمة في هاذ الإطار وولاّو يستعملوها باش يعبّرو على الشك بشكل عامّ.

كي نقولو "ماشي منوالا"، المقصود ماشي أي واحد برْك. و"منوالا" من زوج كلمات تسمعهم في كل خطبة: "من والاه". كي يسمع واحد ماشي قاري "فلان ومن والاه" ولاّ "قوم فلان ومن والاهم" مايفهمش المعنى نتاع "ومن والاه"، يحسبها كلمة واحدة تكون تعني "وأي واحد لي من قومه، لي ماكالّاه نذكروهم". الحاصول ولاّو يستعملوها بهاذ المعنى، ومازالنا محافظين عليه حتّى اليوم.

علاه نقولو "عام دقيوس"؟ كي تحوّس في كتب التفسير، تلقا أشكون كان "دقيوس" هذا. القرطبي يذكر بللي كان "الملك الكافر" اللي هربوا منّه أهل الكهف. والمسعودي يحكيلنا القصة: "ثم ملك بعده دقيوس يعبد الأوثان، ستين سنة، وأمعن في قتل النصرانية، وطلبهم، ومن هذا الملك هرب أصحاب الكهف،". تعرفوا بللي أصحاب الكهف رقدو عمبالهم ليلة واحدة، وكي خرجو، لقاو بللي كانو رقدو "من عام دقيوس". واللي قرا على أصحاب الكهف بدا يمثّل بهاذ العبارة كل وقت بعيد في الماضي. ودقيوس هو إمبراطور روماني كان يحكم ما بين 249 و251، كان يعذب كل واحد لي مايعبدش الأصنام، واسمه باللاتينية Decius.

18‏/9‏/2013

كوزينة، خيامة، مطبخ

عمري ما كنت نحسب كلمة "كوزينة" تكون قديمة عندنا. بصّح هاوليك كتاب على المرّوك خرج في 1779: اليمنى دارجة واليسرى أمازيغية. وكي يلحق "eine Kuche" (مطبخ) يعطيلك الترجمة بالدارجة: "كوزينة".

مادام نلقاو هاذ الكلمة في المرّوك قبل الاستعمار الفرنسي، لازم تكون دخلت من السبنيولية (cocina).

بصّح طبعاً ماشي معناه بللي "كوزينة" هي الكلمة الأصلية عندنا. كي تحوّس في قواميس الدارجة الدزيرية تاع القرن التسعطاش (كيما de Bussy 1838 ولاّ بن صديرة 1886)، تلقى كلمة قديمة عليها: الخيامة. عمري ما سمعت واحد يقول "الخيامة" - مازال كاين لي يعرفها؟ تكون جايّة من الخيمة.

ذكر ثاني "مطبخة" ولاّ "مطبخ"، لي هي باينة.

14‏/9‏/2013

الطابلة، المايدة

في رايكُم، واش هو أصل كلمة طابلة؟ رايحين تقولولي "table" من الفرنسية. لالا، هاذ الشي ماكاش منه. كاين واحد القاموس تاع الدارجة الدزيرية من 1838، ثمن سنين بعد ما دخلت فرانصة. كي تحوّس فيه على كلمة "table"، تلقى زوج كلمات: "طابلة" إيلا كانت عالية، و"مايدة" إيلا كانت حابطة. والفرنسيين كي لحقو وسمعوها حسبوها جاية من السبنيولية (كيما قال Delaporte 1841).

بصّح نقدرو نزيدو نبعدو. كاين قاموس عربي-لاتيني من القرن الثلطّاش لقاوه في الطليان، يظهر بللي من أصل أندلسي. حوّس فيه على mensa (اللي هي الكلمة اللاتينية لي معناه "طابلة") وهاذا واش تلقى:

mensa: مائدة ومايدة موائد ومواد * منقلة مناقل * سفرة سفر * طبلة ات * تيفور توافير
في القرن الثلطّاش ما كانش كاين تأثير فرنسي، لا في الدزاير ولا في الأندلس. أصل الكلمة لاتينية على كل حال، من كلمة tābula لي معناه لوحة. وفي رحلة ابن بطّوطة (المغربي) نلقاو كلمة "طبلة" بمعنى "لوحة" ولاّ "پلاتفورم":
ورأيت بمدينة منجرور رجلاً من المسلمين ممن يتعلم منهم، قد رفعت له طبلة، وأقام بأعلاها، لا يأكل ولا يشرب مدة خمسة وعشرين يوماً، وتركته كذلك. (ص. 272)
الحاصول بالاك لحقتنا على السبنيولية، ولا بالاك لحقتنا ديراكْت من اللاتينية، بصّح الأكيد مالحقتناش من الفرنسية. من ثمن ميات سنة ولاّ كثر وحنا نقولو "الطابلة".

يمكن تقوللي الطابلة بالفصحى هي الطاولة، وهاذي هي الأصل؟ لاء، حتّى هاذي ماكاش منها. حوّس على كلمة "طاولة" في لسان العرب وتاج العروس وكل القواميس الكبار نتاع بكري، ماتلقاهاش. حوّس عليها في كتب التراث، ما تلقاها حتّى القرن التسعطاش. طاولة كلمة عامّيّة مشرقية دخّلوها للفصحى، وأصلها من الطليانية: tavola.

امّا المايدة هي عربية فصحى قديمة: كل واحد سامع بسورة المائدة!

3‏/9‏/2013

السبّالة (العين)

السبّالة، كيما يسمّوها في الدزاير وفي تونس، هي الحنفية بالفصحى (robinet en français). وفي جوايه الدزاير العاصمة يقولولها العين. العين باين خاطر يخرج منّه الما. بصّح منين جابو كلمة السبّالة؟

هاذي باش نفهموها لازم نشوفو واش كان معنـى الكلمة قبل ما دخّلولنا الما لكل دار. ونلقاوها كي نحوّسو في الكتوب نتاع بكري:

Réservoirs publics – sebbala – سبّالة (L'idiome d'Alger, de Bussy, 1847)

Comme dans toutes les villes musulmanes, on trouve à Tunis des réservoirs de fondation pieuse qui servent à désalterer les pauvres. L'eau arrive au mur extérieur dans un tuyau faisant saillie, lorsqu'elle est appelé par l'aspiration de celui qui veut étancher le soif. Ces reservoirs sont appelés sebbala. (Revue de l'Orient, 1849)

سبّالة – fontaine établie dans une rue, à portée d'un chemin, d'une route, fondée et entretenue dans un but de dévotion (Dictionnaire arabe-français, Beaussier, 1887)

Dans un but de dévotion, certains musulmans forment le vœu d'entretenir aux abords d'un chemin, d'une rue, d'une place, une sebbala. La sebbala consiste en un grand vase rempli d'eau, destinée à rafraîchir les passants, une tasse ou un petit récipient est placé à proximité du vase. Tout le monde peut boire à la sebbala sans être astreint à donner une rémunération. (L'Arabe tel qu'll est: études algériennes & tunisiennes, Achille Robert, 1900)

صافي السبّالة كانت الما لي يحطّوه في سبيل الله باش يشرب منّه اللي عطش. وفي ماصر مازال يقولو للعين العمومي "السبيل" ديراكْت. بصّح "سبّالة" مبنية على كلمة "سَبَّلَ" أي جعل في سبيل الله. واليوم السبّالة ولاّت تعني الشي اللي يخرج منّه الما حتّى إيلا كان داخل الدار.

وهاذ الكلمة دخلت بكري في القبايلية ثاني: "ثاسبّالْت" (tasebbalt) معناها قُلّة كبيرة نتاع الما يحطّوها في الدار، قادرة تشدّ حتّى 50 ليترة.


8‏/8‏/2013

الفيشطة

صحّا عيدكم!

فكّرني العيد بكلمة فيشطة. الفيشطة كيما تعرفو هي شغل حفلة كبيرة، وأصل الكلمة من السبنيولية: fiesta (فييستا). كانو الإسبان بكري ينطقو s ش، وهاذا علاه مثلا Sevilla نسمّوها بالعربية إشبيلية. ويكون جابوها الأندلسيين كي جاونا هاربين من سبانيا، علاجال نلقاوها حتّى في قاموس الدارجة العربية نتاع الأندلس لي جمّعها كوريينتي: فِشْطَة.

و fiesta باالسبنيولية و fête بالفرنسية و feast بالإنڤليزية كاملين من كلمة festa باللاتينية، لي تعني "اعياد (هي الجمْع نتاع festum "عيد".) و في وقت الاحتلال الروماني كانو جدودنا يعرفو هاذ الكلمة: نلقاوها في واحد من كتوب أبوليوس، كاتب أمازيغي لي زاد في مدوروش جيهةْ سوق أهراس. كتب: eique diebus festis ... supplicare. "باش ندعيله ... نهارات الاعياد".

صافي العيد مانديروش فيها فيشطة، بصّح الفيشطة في اللوّل كانت عيد!

31‏/7‏/2013

البونيقية في الدارجة؟ 1

من ثمن ميات سنة قبل الميلاد بداو الفينيقيين يجونا من لبنان ويبنو مُدُن عالبحر، المشهورة فيهم قرطاج. كانو طبعًا يهدرو باللوغة نتاعهم، الفينيقية، اللي هي لوغة سامية كنعانية تشبّه شوية للعربية و تشبّه بزّاف للعبرية. كي طوّلو في بلدان المغرب تبدّلت شوية شوية، واللهجة لي كانو يهدروها في بلدان المغرب نسمّوها البونيقية باش نفرّقو بينها وبين اللهجة تاع لبنان. حتّى بعد ما ريّبو قرطاج مازال قعدو يهدرو البونيقية في الجزاير وفي ليبيا، و أغوستين يذكر شوية كلمات بونيقية ويقول بللي كانو بزّاف صحاب الشرق الجزايري يهدرو بيها.

كاين واحد الباحث أسمو عبدو الإمام اقترح بللي أصل الدارجة نتاعنا هو البونيقية: "Certes, le punique évolue sous les formes de ce que nous appelons le maghribi. De même que le libyque évolue sous les formes du berbère." باش يبيّن هاذا يعطينا ليستة طويلة تاع كلمات بونيقية اللي تشبّه لكلمات تاع الدارجة (ص. 36)، ترجمتها هنايا:

بونيقيةمغربية (دارجة)عربية فصحى
أبأب (? بابا)أب
أدمأدم (? بنادم)إنسان (ابن آدم)
أمأم (? يمّا / امّا)أم
أم... أمأم... أم (? إمّا... إمّا)إمّا... إمّا
أخ (؟ أح)أخ (? خو)أخ
أماناأمانةأمانة
أنكأناأنا
أردز (؟ أرص)أرضأرض
ها هوها هوها هو
كلكلكل
بعدبعدبعد / لمّا
اسألاسأل (؟ سوّل)اسأل
ببب
بنبنبن
بنيبنيإبنِ (بنا يبني)
بنت (؟ بت)بنتبنت
بركباركبارك
بيتبيتبيت
بينبيّنبيّن
حرشحرشحرث، سوّى
عدعادمثل، مرّة أخرى
عبدعبدعبد (خادم)
علعلعلى
علمعلمأبد (؟)
عمعامّ (؟)عامّة، شعب
فعلفعلفعل
جبلجبلإقليم، جبل
هنأهناهناء
هنيهني (؟ هنا)هنا
حييمحياةحياة
كنكان / كاينكان
كاين في البونيقية بزّاف الكلمات لي موجودين في العربية، علاجال فيزوج من أصل واحد، وبزّاف الكلمات لي ماكاشهم في العربية، علاجال لبنان بعيدة على الجزيرة العربية. إيمّالة كاين زوج احتمالات، كل واحد بالنتائج نتاوعه:
  • إيلا كانت الدارجة أصلها بونيقية، نلقاو فيها كلمات بونيقية اللي تشبّه للعربية وثاني كلمات بونيقية لي ماتشبّهش للعربية.
  • إيلا كانت الدارجة أصلها عربية، نلقاو فيها كلمات عربية تشبّه للبونيقية، بصّح مانلقاوش فيها كلمات بونيقية لي ماتشبّهش للعربية، غير بالاك مرّة في زمان إيلا دخلت فيها كيما دخلو كلمات أمازيغية ولاّ تركية.
أوا كي نترجمو الليستة هاكذا من الفرنسية للعربية، الشي اللوّل لي يبان هو بللي قريب كل كلمة بونيقية موجودة في الدارجة موجودة في الفصحى ثاني، وبزّاف منهم يشبّهو للفصحى كثر من الدارجة! إيلا كان الدارجة أصله 100% عربية مازال قادر يكونو موجودين هاذو الكلمات، و بالاك تلقاهم كاملين في اللهجة المصرية ولاّ العراقية ولاّ. غير الكلمات البونيقيج اللي تشبّه للدارجة كثر من الفصحى هوما اللي نقدرو نفهمو بيهم إيلا كاين تأثير بونيقي في الدارجة:
بونيقيةمغربية (دارجة)عربية فصحى
أم... أمأم... أم (? إمّا... إمّا)إمّا... إمّا
حرشحرشحرث، سوّى
عدعادمثل، مرّة أخرى
علعلعلى
علمعالمأبد (؟)
هنيهني (؟ هنايا)هنا
أنا عمري ماسمعْت واحد يقول "أم" (إمّا)، واللي سمعها يقوللي! على كل حال الفينيقيين ماكانوش يكتبو الحركات، ف ماشي باين بللي هذي تكون أقرب للدارجة يالوكان يقولو "أم". "عل" بالدارجة ماشي كلمة واحدة، هي نتيجة على + ال (التعريف): نقولو عل باب (على الباب) بالتعريف، و على باب بالنكرة. والبونيقية ماكانش فيها ال التعريف، صافي هاذي المقارنة ماتمشيش. عالم معناه العالم، الدنيا، كيما في الفصحى؛ عمري ما سمعت واحد يقولها بمعنى الأبد.

حرّش بالدارجة من كلمة حرش، اللي هي أحرش بالفصحى: قال الخليل بن أحمد: "والأحرش من الدنانير ما فيه حشونة لجِدَّته... والضَبُّ أحرَشُ: خَشِنُ الجِلدِ كأنَّه مُحَزَّز." وهي بعيدة في المعنى على كلمة حرش بالبونيقية لي معناه "حرث". الحاصون هاذ المقارنة ماتقنّعش.

"عاد" موجود حتّى في اللهجة اليمنية، حيث يقولون عاده "مازاله"، عادهم "مازالهم"، الخ، والفينيقيين عمرهم ما قعدو في اليمن، الحاصون هاذا ثاني مايقنّعش.

بقى غير "هني". هاذا بالاك كلام الشرق، أنا سمعت غير "هنا" و"هنايا". "هنايا" هي "هنا" زائد "يا" تاع المتكلم، كيما نقولو ثاني "أنايا"، "انتايا"، هاذايا"، وهاذي الظاهرة نقدرو نفسّروها بلا ما ندخّلو البونيقية. إيلا كاين لي يقولو "هني" لازم نشوفو معاهم إيلا عندهم الإمالة في كلمات أخرين ولاّ في هاذي الكلمة برْك باش نفهمو إيلا كان العلاقة معقولة.

الحاصون حتّى كلمة في هاذ الليستة ما تبيّن حتّى بللي البونيقية أثّرت على الدارجة، إمّالة كيفاش تقدر تقنّعنا بللي الدارجة أصلها بونيقية؟ اللي يقول بللي الدارجة أصلها بونيقية كيما اللي يحاول يقول بللي الفرنصية أصلها غالية (gaulois). بالاك مازال كانو ناس في الشرق يهدرو بالبونيقية نهار جاو العرب، بصّح إيلا كانو مازال كاينين، يظهر بللي تعلّمو العربية ونساو البونيقية كامل.

بصّح كاين كلمة في الدارجة ولاّ زوج لي قادرة تكون دخلت لعندنا من البونيقية، يالوكان بالاك مادخلتش ديراكت. والمرّة الجايّة ان شا الله نناقشوهم.

24‏/7‏/2013

اكليل، أزير، سجرة مريم٬ ... ؟

ما اسم هذا النبات؟

في العاصمة، يسمّى الإكليل، وهو الإكليل بالفصحى. وحتى في المالطية التي هي أصلا لهجة عربية مغاربية يقال klin بقلب اللام نونا. والإكليل أصلا كما وصفه الخليل بن أحمد "شبه عصّابة مزينة بالجواهر". ويعتبر أن أصلها الكلمة السريانية ܟܠܝܠܐ "كْليلا" بنفس المعنى، والكلمة السريانية يعتبر أنها من الأكادية أي البابلية: كِليلُ. ولا نجد معنى النبات إلا في العربية، على عكس معنى العصّابة، فيبدو أن معنى النبات أضيفت في العربية. ويتضح لنا العلاقة بين فكرتي العصّابة والنبات لما نذكر أن الإكليل يمكن أن يكون من الأزهار والأعشاب، ومثلا لا يزال رجال الدين المندائية أي الصابئية في العراق يلبسون إكليلا ("كليلا") من نبات الآس، فلعل البعض كانوا يفضلون أكاليل من نبات الإكليل. ومن العربية دخل هذا الاسم في البرتغالية، حيث يقولون alecrim.

أما في غرب الجزائر فيقال لها "أزير" أو "يازير"، وهذا من الكلمة الأمازيغية: أزير بزناتية الغرب والربفية، أزيّر بالشاوية، أمزّير بالقبائلية، تامزّريا بشلحة المغرب. ويذكر كاتب "عمدة الطبيب" في القرن الثاني عشر الميلادي أن "إكليل الجبل... وبالبربرية أزير". ولقد اكتشف الباحث الإسباني Carles Murcia أن هذه الكلمة سجلها كاتب باللاتينية بكتاب De herbarum virtutibus في القرن الخامس الميلادي حيث قال: "herba rosmarinum : a Graecis dicitur libanotis, alii icteritis, Itali rosmarinum, Punici zibbir" (عشب الإكليل: يسمّيها اليونانيون "ليبانوطيس"، والإيطاليون "روسمارينوم" والبونيقيون أي أهل قرطاج "زيبّير".) والباء كثيرا ما حذفت في الأمازيغية إلا في بعض لهجات ليبيا. ودخلت هذه الكلمة قديما في لهجة جزيرة سردينيا في إيطاليا، حيث يقال tsippiri. فلا شك أن هذا أقدم الأسماء المستعملة لهذا النبات في الجزائر.

وأما في مدينة دلس يطلق على هذا النبات اسم آخر: سجرة مريم. رأينا سابقا أن اسمه باللاتينية rosmarinum، ومعناه حرفيا "الندى البحري"، لأنه ينبت كثيرا قرب البحر. ومنه romarin بالفرنسية، و romero بالإسبانية، الخ. وفي بعض المناطق شبّه الناس marinum (بحري) باسم مريم، فتخيلوا علاقة بين هذا النبات وبين مريم أم عيسى عليه السلام. لذلك يقول الإنجليز rosemary (حرفيا "ورد مريم".) ونجد في الأندلس أسطورا شعبيا أن مريم لما كانت تغسل ثياب عيسى عليه السلام وضعتها على الإكليل فأصبح أزهاره أزرق، كما يذكر في أغنية شعبية معروفة. فلعل هذه التسمية من بقايا هجرة المورسكيين من الأندلس إلى شواطئ الجزائر. غير أنه يبدو أن اسم "سجرة مريم" يطلق على نباتات أخرى في أنحاء أخرى، ولذلك يبغي لنا أن نجمع معلومات أكثر لنتأكد على صحة هذا التفسير.

إذن يمكن أن نقول إن كل من الأسماء الثلاثة المستعملة لهذه النبتة في الجزائر يعكس عنصرا من عناصر تراثنا: أزير من التراث الأمازيغي، كليل من التراث العربية والمشرقي، وسجرة مريم من التراث الروماني والأندلسي. إمالا واش تقولوله عندكم؟

21‏/7‏/2013

زنزلة توريلنا قاعدة صوتية

لماذا نقول "زنزلة" علمًا أن الأصل "زلزلة"؟

قارن الكلمات التالية الدارجة بأصولها الفصيحة:

  • سنسلة - سلسلة
  • صنصال - صلصال
  • جنجلان - جلجلان (سمسم)
نلاحظ أن هناك قاعدة: حيث تلتقي اللام باللام في كلمة واحدة، تصبح اللام الأولى نونا. لكن نجد أيضا:
  • فلفل - فلفل
  • حلحال (من أنواع الأعشاب الطبية)
  • بلبال (من أنواع الشجر في الصحراء)
  • ليل - ليل
بدلا أن نترك القاعدة، يمكن أن نحاول تصحيحها بإضافة شرط: أن الحرف الذي بينه اللامين ينتمي إلى الأصوات الصفيرية، وهي الأصوات المتشابهة س، ش، ص، والجيم إذا تنطق مثل j الفرنسية. الآن نلاحظ المفردات التالية:
  • بادنجال - باذنجان
  • فنجال - فنجان
  • فنيان - fainéant (كسول)
تسمحنا هذه المعطيات الإضافية أن نوسع القاعدة: ليس فقط إذا التقى لامان، بل حتّى إذا التقى نونان في نفس الظروف. ففي الأخير نقترح القاعدة الصوتية التالية:

بالدارجة، إذا التقى لامان أو نونان في كلمة واحدة وبينهما حرف صفيري، تصبح الأولى ن والثاني ل.

ولعل بعض اللهجات حافظت على الأصل، ولكن حيث وجدنا الصيغة المغيرة، وجدناها اتبعت هذه القاعدة.

10‏/7‏/2013

المعدنوس

يكثر استعمال "المعدنوس" (البقدونس) في أطباق هذا الشهر الكريم. لكن من أين هذه الكلمة التي لا يبدو شكلها عربي ولا تشبه الفرنسية والإنجليزية؟

أولا، إعلم أن كلمة "بقدونس" ليست فصحى أصلية وإنما هي تحريف انتشر في لهجات المشرق. فإذا بحثنا عنها في مكتبة الوراق لن نجدها إلا في أربعة كتب وأقدمها من القرن الرابع عشر. والكلمة الفصيحة الأصلية هي "مقدونس"، وهذا ما نجده في عشرة كتب بنفس الموقع، منها كتاب القانون في الطب لابن سينا في القرن الحادي عشر، حيث يصف دواءا لضعف المعدة وسوء الهضم قائلا: "...نعناع ثلاثة دراهم، مقدونس درهم ونصف، ورد أربعة دراهم..." وكما أصبحت "بقدونس" في بلدان المشرق، أصبحت "معدنوس" في بلدان المغرب .

وأما أصل كلمة "مقدونس" ليس من العربية، كما هو ظاهر من شكلها. ونجد أصلها في اليونانية من كلمة Μακεδόνες (مَكِدُونِس) ومعناه حرفيا "المقدونيون". وذلك لأن البقدونس كان ينبت كثيرا في بلاد مقدونيا شمال اليونان، كما ذكر عالم النباتات اليوناني ديسقوريدوس في القرن الأول بعد الميلاد حيث قال "πετροσέλινον... φύεται έν Μακεδονία έν ἀπόκρημνοις τόποις" (البقدونس ينبت في مقدونيا في المنحدرات).

ومن نفس الأصل اسم هذا النبات بالتركية وهو maydanoz. واشتهرت مقدونيا في وقت العثمانيين باختلاط الأجناس والشعوب من كل أنحاء الإمبراطورية العثمانية، ولذلك سمّى الفرنسيون مجازا سلطة مختلطة باسم macédoine.

2‏/7‏/2013

الهدور والتزواق في كليلة ودمنة

حين جلست أمس لأقرأ كتاب "كليلة ودمنة" لابن المقفع، لم أكن أتمنى أن أجد شيئا ينفعني في فهم أصول المفردات الدارجة، فالكاتب إيراني عاش في القرن الثاني الهجري. لكني فوجئت لما وجدت بين مفرداته العتيقة وعباراته الغريبة الجملة التالية: "والسكوت عند الملوك أحسن من الهَذَرِ الذي لا يُرجع منه إلى نفع." والهدور عندنا الكلام، لكن هذه الكلمة لم تكن أصلا لتعم على كل الكلام وإنما تعني كما جاء في لسان العرب "الكلام الذي لا يُعْبَأُ به" أي الذي بدون أهمية، وإذا هذر كلامُه "كثر في الخطإِ والباطل". ورغم تعميم المعنى فلا نزال نقول بالدارجة "راك تهدر برك"، بمعناه الأصلي.

يؤكد الكاتب أن كتابه فيه حكمة كبيرة لا يفهمها التائه فيقول: "وقد ينبغي للناظر في كتابنا هذا أن لا يجعل غايته التصفح لتزاويقه". ويخبرنا المحقق أن التزاويق هي النقوش والصور التي كانوا يزينون بها هذا الكتاب. وهي نفس كلمة "التزواق" المعروفة عندنا. ونجد تفسير أصلها في لسان العرب: "أهل المدينة يسمون الزِّئْبَق الزَّاووق، ويدخل الزِّئبَق في التصاوير، ولذلك قالوا لكل مُزَيَّنٍ مُزَوَّق". وزئبق وزاووق من كلمة "زِيوَگ" بالفارسية القديمة.

يقول أهل الصحراء الجرائري "زين" (طيب) و"شين" (سيّء). وأصل "زين" واضح لكل قارئ، ولكن ما كنت أتوقع أن أقرأ في كتاب كليلة ودمنة: "بصّرته ما فيه من الضرر والشيْن وما في تركه من النفع والزيْن".

كما أننا نجد في نفس الكتاب أصل كلمة "بزّاف" المذكورة سابقا: "كان له ملء بيت من الصندل فقال: إن بعته موزونا طال عليّ، فباعه جُزافا بأخسّ الأثمان."

23‏/6‏/2013

تسجيل بالدارجة من 1900

جدود جدودنا كيفاش كانو يهدرو؟ صبت واحد اللقطة تعطيك فكرة: تسجيل بالدارجة داروه في 1900 لواحد المعرض في پاري. قالو باللي اللي راهي تهدر من ولاد نايل، بصّح كي تسمعها باين باللي ماشي الهدرة تاع ذيك الجيهة - تهدر بالقاف... بصّح واعر شوية باش تسمع واش راهي تقول على جال التسجيل راه يغصب. تبدا "واحد المرا خلاّت وليدها. حين خلاّتو قالت..."

كاين حاجة برك فيها اللي يبيّن لك باللي ماشي تاع ضرك: ما دخّلت حتّى كلمة تاع رومية. إيه، كانو جدودنا لي عايشين تحت الاحتلال يهدرو قلّ بالفرنسية من ولاد ولادهم لي زادو مور الاستقلال - حوّس تفهم...

عندهم ثاني تسجيل قبايلي من نفس الوقت، من الاربعا ناث إراثن: "ماشاهو غف ييون ذي زمان أمزوارو يزنزا لاتاي ذي الزّناق..."

مالقيتش تسجيلات تاع الدارجة وَلا تاع القبايلية قدم على هاذ الزوج، وما نعرف إيلا كاينين. خاطر المسجّل اخترعوه في 1877 برك، صافي قبل 33 سنة من ذاك الوقت.

22‏/6‏/2013

الڤرجومة والقشابية

وجدت مؤخرا أن المكتبة الرقمية المغربية توفر جريدة هسبيريس، والتي فيها ثلاث مقالات مهمة للباحث جورج كولان حول أصول بعض المفردات الدارجة والأمازيغية (في جرائد 1926، 1927، 1930)، تركز خاصة على المفردات ذات أصل روماني أو لاتيني. أكثر هذه المفردات محدودة جدا في الاستعمال ولم أسمعها أبدا، ولكن بعضها مفيدة. ومن أهمها:

"ڤرجومة" أو "ڤُرزي" تعني الحلق (وفي الأمازيغية الشنوية قرب تيبازة تسمى"أيرزي"). في رأي كولان هي من الكلمة اللاتينية gurges التي هي أصل gorge بالفرنسية وgorgia بالإيطالية. لكن gurges باللاتينية الفصيحة لم تعنِ الحلق مباشرة، وإنما تعني دردور الماء أو الهاوية. ويعتبر أنها أصبحت تعني الحلق تشبيها لحلق الإنسان الجوعان بدردور الماء الذي يبتلع كل ما سقط فيه.

القشّابة أو القشّابية التي هي لباس من الصوف، يقول كولان أنها من الكلمة اللاتينية gausapa التي تعني لباسا مغطى بالشعر من جهة. وأخذت اللاتينية كلمة gausapa من لغة أخرى، لعلها من اليونانية القديمة، من γαυσάπης (ڤاوساپيس) بنفس المعنى. ولو لا القاف في كلمة قشابية لاقترحت أنها من أصل أمازيغي (أقشّاب)، ولكن القاف بدون التشديد نادرة جدا في المفردات الأمازيغية الأصيلة.

12‏/3‏/2013

بزاف، برشة، ياسر، خير الله

بزٌاف، أي كثير، كلمة جزائرية ومغربية "بزاف"، تظهر أبعد ما يكون عن الفصحى. لكن أصلها موجود في العربية منذ أكثر من ألف سنة، في المشرق والمغرب.

كما خبرنا الخليل بن أحمد في كتاب العين وهو أول قاموس للعربية، "الجُزاف في الشِّراء والبيع دخيل، وهو بالحدس بلا كيل ولا وزن، تقول: بعتُه واشتَرَيتُه بالجُزافةِ والجُزافِ". وما يباع بغير كيل ولا وزن أي بغير حساب فيجب أن يكون بالكثرة. واستبدال الجيم بالزين شيء عادٍ بقرب حرف الزاي، كما يقول البعض "ززّار" بدل "جزّار"، أو "زوز" بدل "زوج". فأصل "بزّاف" هو "بالجزاف" أي بلا كيل. وذكرها الشافعي مثلا حين قال "النهي عن المزابنة وهي كل بيع كان من صنف واحد من الطعام بيع منه كيل معلوم بجزاف" أي أن تبيع كيلا معلوما مقابل كمية كيلها غير معروف.

رغم قدم الكلمة في العربية يذكر الخليل بن أحمد أنها دخيلة، ويبدو أن أصلها فارسي، فبالفارسية الحديثة يقال گزاف،أي باهظ، غالي. ودخلت نفس الكلمة إلى السريانية على شكل "گزافا" (ܓܙܦܐ).

للإشارة فإن الكلمة الإيطالية "a bizzeffe" ومعناه بالكثرة أصلها كلمة بزّاف الجزائرية.

وأما برشة - وهي الكلمة المقابلة التونسية - فيبدو أن أصلها عربي وليس تركي كما زعم البعض. فيذكر بن سيده أن أرضا برشاء كثيرة النبت مختلف ألوانها وذكر بن منظور نفس المعنى وأضاف أنها أيضا جماعة من الناس. ونجد برشاء عند الخليل بن أحمد بمعنى لون مختلط بنقط، ولعله المعنى الأقدم للكلمة. فانتقلت مع القرون من "متعددة الألوان" إلى "متعددة" فحسب، ومن ثم إلى كثيرة.

في بعض المناطق يقال ياسر، وهو من اليسر. ونجد في لسان العرب: "واليَسَرُ والياسِرُ من الغنى والسَّعَة".

أحيانا يقال بنفس المعنى خير الله أو خير ربي، والأصل واضح. والأولى تقصر في القبائلية في بعض المناطق فتصبح خيلاّ xiḷḷa.

أما الكلمة القبائلية العادية أطاس aṭas فلا أعرف أصلها بالتحديد، لأنها لا تشبه الكلمة المستعملة في أكثر الأمازيغية وهي ڤّوت ggut أو مثل ذلك. فإذا كان للقارئ فكرة عن أصلها فاليخبرنا بذلك!

9‏/3‏/2013

Yennayer

Une petite polémique s'est faite sur NessNews (Envoyés Spéciaux Algériens) qui concerne, entre autres, l'étymologie : est-ce que Yennayer est berbère ?

Mustapha Benamara dit non, parce que "Le nom du mois de janvier provient du dieu Janus, le dieu aux deux visages regardant dans des directions opposées symbolisant la connaissance du passé et celle de l’avenir" (dans la mythologie romaine). Mourad Berdaoui répond que si, parce que "Plusieurs régions berbères disent YEN ou YIWEN et AYER veut dire la LUNE ou MOIS, les kabyles l'appellent AGOUR et les chaouis AYOUR. Le tout veut dire le PREMIER MOIS."

Evidemment, en ce qui concerne l'origine du mot c'est Benamara qui a raison. Le mot latin ianuarius "janvier" est attesté depuis deux mille ans (on peut le lire partiellement déjà aux Fastes d'Antium, faits avant l'Empire). Le poète Ovide l'associe déjà avec le dieu Ianus (Janus):

"Germanicus, voici qu'il vient t'annoncer une année heureuse
Janus, le premier dieu présent dans mon poème.
"
Pour soutenir l'origine berbère que cite Berdaoui, il faudrait non pas seulement expliquer pourquoi les Romains, agriculteurs depuis toujours, auraient pris leur calendrier agricole tardivement des Berbères qu'ils ont conquis ; et pourquoi la forme latine est "ianuarius" au lieu de l'attendue "ianuiurus" ou quelque chose comme ça ; et pourquoi ce serait le seul mois du calendrier berbère dont le nom ne serait pas d'origine latine ; mais aussi pourquoi tous les Berbères utilisent toujours une forme plus proche au latin que ce n'est à l'origine berbère proposée, alors que "yan" pour "un" ne se trouve qu'au Maroc. Même ce prétendu mot "AYER" n'éxiste pas ; dans toutes les langues berbères ce mot contient la voyelle ou. Ce n'est pas une nouvelle découverte, comme dirait Berdaoui, que Yennayer dérive de Ianuarius ; on trouve cette étymologie dans tous les articles sérieux depuis longtemps, dont un bon article de Plantade disponible à Tamazgha.fr.

Mais en ce qui concerne la culture, la logique de Benamara est beaucoup moins solide : le fait que le calendrier berbère est d'origine latine serait une preuve que "yennayer n’est pas plus berbère qu’il n’est … zoulou !" Selon ce critère, il faudrait également dire que le bourek et le tchektchouka ne sont pas algériens, ayant été empruntés aux turcs beaucoup plus tard ; ou encore que l'alphabet arabe n'est pas arabe, vu son origine araméenne. Mais ces conclusions seraient absurdes. Toutes les cultures du monde sont mélangées, et si on écarte tout ce qui est d'origine étrangère, on se trouvera presque dénué, soit-on berbère ou arabe ou français ou même japonais. Deux mille ans de célébrations berbères suffisent pour rendre Yennayer très berbère, quoique soit son origine lointaine.

Et ajoutons que, dans les régions où les arabophones le célèbrent toujours, on peut même dire sans paradoxe qu'il est devenu arabe. Le mot Yennayer ou Nnayer est bien connu en arabe, non seulement en l'Algérie d'aujourd'hui mais déjà en Andalousie depuis des siècles ; on peut le trouver dans le livre al-Iqd al-Farid d'Ibn Abd Rabbih, mort 860 AD, qui a donné à ses lecteurs des conseils diététiques pour chacun des 12 mois solaires :

في شهر يناير تشرب شراباً شديدياً كل غداة. وفي شهر فبرير لا تأكل السلق. وفي مارس لا تأكل الحلواء كلها وتشرب الأفسنتين في الحلاوة. وفي أبريل لا تأكل شيئاً من الأصول التي تنبت في الأرض ولا الفجل. وفي مايه لا تأكل رأس شيء من الحيوان. وفي يونيه تشرب الماء البارد بعد ما تطبخه وتبرده، على الريق. وفي يوليه تجنب الوطء. وفي أغشت لا تأكل الحيتان. وفي سبتمبر تشرب اللبن البقري. وفي أكتوبر لا تأكل الكراث نيئاً ولا مطبوخاً. وفي نبنبر لا تدخل الحمام. وفي دجنبر لا تأكل الأرنب.

3‏/3‏/2013

خوه تاع حمد

في جملة "خوه تاع حمد"، كل المفردات من أصل عربي. لا حاجة لي أن أبين أصل "خوه" (أخوه)، وأصل كلمة "تاع" أيضا عربي، فهو من متاع أي كل ما ينتفع به مالكه، وتوسع معناه عندنا لتعبر عن كل أصناف الملك والإضافة، كما وقع في العراق بكلمة "مال". ولكن تركيب الجملة المذكورة ليس عربي فحسب، ولا يقال في المشرق "أخوه بتاع أحمد". بل هذا التركيب أمازيغي، ففي الأمازيغية هناك بعض المفردات التي تدل على العلاقات العائلية لا تقبل الإضافة إلا باستعمال ضمير المضاف. مثلا بالقبائلية "اڤما" أخ أو أخي، و"ن" حرف الإضافة المقابل لكلمة "تاع"، ولاكن لا يمكن قول "اڤما ن حمد" وإنما يجب أن تقول "اڤماس ن حمد"، حيث "س" هي ضمير المضاف الغائب المفرد ويقابل "ه" بالعربية. وهذا التركيب واجب مع الأسماء العائلية في كل اللغات واللهجات الأمازيغية بدون استثناء، على عكس العربية. فلا شك أن هذا تركيب أمازيغي دخل الدارجة. اختصارا، الجملة "خوه تاع حمد" لها مفردات عربية وتركيب أمازيغي.

لكن هذا التركيب لا يستعمل في كل منطقة ولا في كل الأحوال. فهناك من يفضل "خو حمد" ولعلهم الأغلبية، وهناك من يستعمل كل من التركيبين حسب الوضع. لكن ليس هناك بعد دراسة تبين مناطق وأوضاع استعمالها. فأسألك أنت: كيف تعبر(ين) عن هذا في منطقتك؟

Create your free online surveys with SurveyMonkey , the world's leading questionnaire tool.

16‏/2‏/2013

Les Algériens qui ont oublié les dictionnaires de leurs ancêtres

On m’a récemment envoyé un article, « Les Algériens n'ont pas oublié la langue de leurs ancêtres », paru dans Le Matin DZ il y a quatre ans, sur les emprunts berbères en notre parler arabe algérien. C'est un thème normalement très intéressant, et j'ai une certaine sympathie pour les efforts de l'auteur à nous rappeler nos racines amazighes partagées – mais, malheureusement, l’article est rempli d’erreurs que n’importe quel linguiste historique sérieux aurait pu corriger si l’auteur avait pris le temps de le consulter.

Il écrit une phrase qui explique une partie de ses erreurs : « tous les mots que nous utilisons dans notre parler quotidien et qui ne sont ni d'origine arabe, ni d'origine européenne sont amazighs. » Evidemment, pour dire ça il a dû oublier le turc, ainsi que des sources moins fréquentes comme le persan, le haoussa et le copte. Un exemple est tebsi (assiette) : ce n’est pas un mot d’origine berbère comme il dit, mais plutôt un mot turc (tepsi) encore utilisé au quotidien ; selon le dictionnaire Nişanyan, sa première attestation turc date de 1070, et le turc l’a emprunté du chinois. bouqredj (bouilloire) est un autre ; ce mot est du turc bakraç. Chaque mot qui ne se trouve pas dans un dictionnaire arabe/français n’est pas forcément berbère !

Mais la cause de la plupart de ses erreurs est encore pire : c’est tout simplement qu’il n’a pas cherché les dictionnaires arabes. C’est comme si l’auteur pense qu’il connaît déjà tous les mots de l’arabe classique, une chose impossible même pour les professeurs universitaires de l’arabe.

A part les noms de lieux, il n’y a que deux mots dans l’article dont je suis assez sûr qu’ils sont berbère : guezzana (voyante) et fekroun (tortue) . Même entre les noms de lieux il y a des cas douteux, comme Azazga et Sfisef. Mais je n’ai pas le temps pour vérifier tous les mots à la fois ; la vérification qu’il a manqué de faire prend du temps ! Pour le moment je vous donne juste quelques exemples de ces erreurs :

loubia (haricot) n'est pas d’origine espagnol, comme les commentaires au-dessous ont déjà remarqué ; il se trouve déjà dans les ouvrages d'al-Djâhidh (mort 869), qui appelle une espèce d’haricot لوبياء . On pourrait également consulter un dictionnaire étymologique de l’espagnol sur l’internet : le Real Academia Española nous informe que le mot espagnol alubia vient de l'arabe hispanique allúbya, qui provient de l'arabe classique lúbiyā', qui provient en son tour du persan lubeyā.

’oukkaz (bâton) est arabe, plutôt au féminin عكازة : il est défini par Lisan al-Arab comme “un bâton sur lequel l’homme se soutient”, et il est utilisé par al-Djâhidh.

’aassas (gardien) est arabe ; c’est le nom d’agent de ‘ass, qui est عس « faire des tours à la nuit » ; ça se trouve pas seulement en Lisan al-Arab, mais en le plus ancien dictionnaire arabe du monde, le Kitab al-Ayn d’al-Farahidi (mort 786) : العَسَسَ الذي يطوفُ للسُّلطان باللَّيل « le `asas est celui qui fait les tours à la nuit pour le sultan ».

negguez (sauter) n’est pas seulement arabe, il se trouve même dans un hadith (douteux peut-être) : فَجَاءَهُ يَتَنَقَّزُ حَتَّى قَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ. Lisan al-Arab le définit comme “al-wathibân” (bondir).

charef (âgé), un terme utilisé surtout dans l’ouest et le Sahara, n’est pas un indice de nos origines berbères, mais des origines bédouins : al-Farahidi l’a défini comme والشّارفُ: النّاقة المُسنة، دون النّاب, « la châref est la chamelle âgée, sans dents. »

mech’hah (avare) est formé du racine شح (chouh’), défini en Lisan el-Arab comme « al-boukhl » (l’avarice). On le trouve, par exemple, dans un livre d'Abou Hayyan al-Tawhidi (mort 1023 à Shiraz en Iran) : وربما كان للإنسان شحيحاً بعلمه، سمحاً بماله « souvent un homme est avare avec sa science et généreux avec son argent ».

herrès (casser) est arabe bien connu : selon Lisan al-`Arab, الهَرْسُ: الدَّق (haras est casser), et cette racine est même la source de la harissa de nos frères tunisiens.

cherrek (déchirer) est arabe avec un sens élargi ; l'origine est شرّق charraq, déchirer la viande pour la sécher. Lisan al-Arab le définit ainsi : وشَرَّقْتُ اللحم: شَبْرَقْته طولاً وشَرَرْته في الشمس ليجِفَّ.

bellaredj (cigogne) n'est pas arabe, au moins ; mais ce terme vient d'un mot grec ancien, pelargos (πελαργός). C'est possible que nous l'avons emprunté par la route amazighe, parce que le mot est répandu en berbère, mais ce n'est pas évident.

Pour ma part, j’aime bien trouver les emprunts berbères en notre parler ; en ce blog j’ai déjà discuté quelques-uns, qui d’ailleurs sont absents dans l’article dont je parle (الجرانة , لوستها، الخ... ). Mais j’insiste que l’origine des mots n’est pas un jeu à jouer pour renforcer n’importe quels convictions politiques ; c’est une science comme les autres, et pour s’en prononcer il faut faire des recherches. Peu m’importe s’il ne plaît pas aux berbéristes de savoir qu’il y a moins de traces de berbère en arabe algérien qu’ils avaient pensé, ou s’il ne plaît pas aux arabistes de savoir que les racines du berbère ne se trouvent pas en arabe ; il faut bâtir nos idéologies sur la vérité et sur des preuves, pas sur n’importe quoi.